الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **
(رحب) [ه] فيه أنه قال لخُزَيمةَ بن حَكيِم: <مَرْحباً> أي لَقِيت رُحْبا وسَعَة. وقيل: معناه رحَّب اللّه بك مَرْحَبا، فجعل المَرْحَب موضع الترحِيب. [ه] ومنه حديث كعب بن مالك <فنَحْنُ كما قال اللّه فينا: وضاقت عليكم الأرضُ بما رَحُبَت> . (س) ومنه حديث ابن عوف <قلِّدوا أمْرَكم رَحْبَ الذِّراع> أي واسِعَ القُوّة عندَ الشَّدائد. (س) ومنه حديث ابن سيّار <أَرَحُبَكم الدُّخولُ في طاعةِ فُلان؟ > أي أوَسِعَكم؟ ولم يَجِىء فَعُل - بضم العين - من الصحيح مُتَعدِّيا غيره. {رحرح} (س) في حديث أنس <فأُتىَ بِقَدجِ رَحْرَاح فوَضع فيه أصابعه> الرَّحْراحُ: القَرِيبُ القَعْر مع سَعَةٍ فيه. (ه) ومنه الحديث في صفة الجنة <وبحُبْوُحَتُها رَحْرَحانِيَّة> أي وسَطُها فيَّاحٌ واسعٌ، والألفُ والنونُ زِيدتا للمبالغة. {رحض} فيحديث أبي ثعلبة سأله عن أوَانِي المُشْرِكين فقال: <إن لم تَجِدوا غَيرَها فارْحَضُوها بالماء، وكُلُوا واشْرَبُوا> أي اغْسِلُوها. والرّحْضُ: الغَسْل. (ه) ومنه حديث عائشة <قالت في عثمان: اسْتَتَابوه حتى إذا ما تَرَكُوه كالثَّوب الرَّحِيض أحالُوا عليه فَقَتَلوه> الرَّحيضُ: المْغُسول، فَعِيلٌ بمعنى مَفْعُول، تُريد أنه لما تَاب وتطَهَّر من الذَّنب الذي نسبُوه إليه قتَلوه. ومنه حديث ابن عباس في ذكر الخوارج <وعليهم قُمُصٌ مُرَحَّضة> أي مغْسُولة. [ه] وحديث أبي أيوب <فوجدنا مَراحيضهم قد استُقبْل بها القبلة> أراد المواضعَ التي بُنِيَت للغائِط، واحدُها مِرْحاض: أي مواضِع الاغتِسال. (س) وفي حديث نزول الوحي <فمسَح عنه الرُّحَضَاء> هو عرقٌ يَغْسِل الجلْد لكَثرته، وكثيراً ما يُسْتَعمل في عَرَق الحُمَّى والمَرَض. ومنه الحديث <جعَل يمسح الرُّحَضاء عن وجهْه في مَرَضه الذي ماتَ فيه> وقد تكرر ذكرها في الحديث. {رحق} *فيه <أيُّما مُؤْمنٍ سَقَى مؤمنا على ظَمأٍ سقاه اللّه يوم القيامة من الرَّحِيق المختوم> الرحيق: من أسماء الخَمْر، يريدُ خمر الجنة. والمختوم: المصونُ الذي لم يُبْتَذل لأجل خِتَامه. {رحل} (ه) فيه <تَجِدُون الناسَ كإبل مائةٍ ليس فيها راحلة> الرَّاحِلَة من الإبل: البَعيرُ القويُّ على الأسفارِ والأحمال، والذَّكَرُ والأنثى فيه سَواء، والهاء فيها للمُبالغة، وهي التي يَخْتارُها الرجل لمرْكَبَه ورَحْله على النَّجابة وَتَمام الخَلق وحُسْن المَنظر، فإذا كانت في جماعةِ الإبل عُرِفَت. وقد تَقدَّم الحديث في الهمزة عند قوله كإبلٍ مائةٍ. (ه) ومنه حديث النابغة الجَعدي <إن ابن الزُّبير أمَرَ له براحِلَة رَحِيلٍ> أي قَوِيٍّ على الرِّحْلة، ولم تثبت الهاء في رَحيل؛ لأن الرَّاحِلَة تقعُ على الذَّكر. ومنه الحديث <في نَجَابة ولا رُحلة> الرُّحلة بالضم: القُوَّة، والجَوْدَة أيضا، وتُروى بالكسر بمعنى الارْتحَال. (ه) وفيه <إذا ابْتَلَّت النِّعال فالصلاة في الرِّحال> يعني الدُّورَ والمَسَاِكنَ والمَنَازِلَ، وهي جمعُ رَحْل. يقال لِمْنزِل الإنسانِ ومَسْكنَه: رَحْلُه. وانْتَهَيْنا إلى رِحالنا: أي مَنازِلنا. (ه) ومنه حديث يزيد بن شجرة <وفي الرِّحال ما فيها> . (س) وفي حديث عمر <قال يا رسول اللّه حوَّلْتُ رَحْلي البَاحَة> كَنَى برَحْله عن زَوجَته، أراد به غِشْيانهَا في قُبُلها من جهة ظهرها، لأنّ المُجَامِع يعلُو المرأةَ ويركبُها ممَّا يَلي وجهْها، فحيثُ ركبها من جهة ظَهْرها كَنَى عنه بتَحْويل رَحْله، إما أن يريد به المنزل والمأوى، وإمّا أن يريد به الرَّحل الذي تُرْكَبُ عليه الإبل، وهو الكُور. وقد تكررذِكْرُ رَحْل البعير مُفردا ومَجْمُوعا في الحديث، وهو له كالسَّرج للفرس. ومنه حديث ابن مسعود <إنَّما هو رَحْل وسَرْج، فرحْلٌ إلى بَيت اللّه، وسَرْجٌ في سبيل اللذه> يريد أن الإبل تُرْكبُ في الحجّ، والخيْلَ تُركَبُ في الجهاد. (ه) وفيه <أَنّ النبي صلى الله عليه وسلم سجدَ فركِبَه الحَسن فأبْطَأَ في سُجُده، فلمَّا فرغ سُئل عنه فقال: إنّ ابْني ارْتَحَلني فكَرِهْت أن أُعْجِلَه> أي جَعلني كالراحلة فركب على ظَهْرِي. (ه) وفيه <عند اقْتِراب السَّاعة تخرُج نارٌ من قَعْر عَدَنَ تُرَحِّل الناس> أي تَحْمِلهم على الرَّحيل، والرَّحيل والترَّحيل والإرْحال بمعنى الإزعاج والإشخاَص. وقيل تُرَحِّلهم أي تُنْزِلهم المرَحل. وقيل تَرْحَل معهم إذا رَحَلوا وتَنْزِل معهم إذا نَزلوا. وفيه <أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خرَج ذاتَ غَدَاة وعليه مِرْطٌ مُرَحَّل> المُرَحَّل الذي قد نُقش فيه تَصاوير الرِّحال. (ه) ومنه حديث عائشة وذكَرت نساء الأنْصار <فقامت [كلُّ] (الزيادة من أو اللسان والفائق 3/21.) امرأةٍ إلى مِرْطها المُرَحّل. (ه) ومنه الحديث <كان يُصَلي وعليه من هذه المُرَحَّلات> يعني المُرُوطَ المُرحَّلة، وتُجمَع على المَراحل. (ه) ومنه الحديث <حتى يَبْني الناسُ بيوتاً يُوَشُّونها وَشْيَ المَرَاحِل> ويقال لذلك العَمل: التَّرْحِيل. (س ه) وفيه <لَتَكُفَّنَّ عن شَتْمه أو لأرْحلنَّك بَسْيفي> أي لأعْلُونَّك به. يقال رَحلْتُه بما يكْره: أي ركبْته. {رحم}*في أسماء اللّه تعالى <الرحمن الرحيم> وهما اسْمانِ مُشْتَقَّانِ من الرَّحْمة، مثْل نَدْمَان ونَدِيم، وهُما من أبْنِية المبالغة. ورَحْمَان أبْلَغ من رَحيم. والرَّحمان خاصٌّ للّه لا يُسمَّى به غيره، ولا يُوصَف. والرَّحيمُ يُوصفُ به غيرُ اللّه تعالى، فيقال رجلٌ رحيمٌ، ولا يقال رَحْمان. وفيه <ثلاثٌ يَنْقُصُ بهنّ العَبد في الدنيا، ويُدْرِك بهنّ في الآخرة ما هو أعظم من ذلك: الرُّحْم، والحياءُ وعِىُّ اللسان> الرُّحمُ بالضم: الرَّحمة، يقال رَحِم رُحْمًا، ويريد بالنقُّصان ما يَنَال المَرءَ بقسوة القلب، ووَقاحة الوجْه، وبَسْطة اللِّسان التي هي أضدادُ تلك الخِصال من الزيادة في الدنيا. (س) ومنه حديث مكة <هي أمُّ رُحْم> أي أصلُ الرَّحمة. وفيه <من مَلَك ذا رَحِمٍ مَحْرم فهو حُرُّ> ذو الرحم هم الأقاربُ، ويقعُ على كُلّ من يجمع بَيْنك وبينه نَسَب، ويُطْلق في الفَرائِض على الأقارب من جهة النِّساء، يقال ذُو رَحِمٍ مَحْرم ومُحَرَّم، وَهُم من لا يَحلُّ نِكاحُه كالأمّ والبنت والأخت والعمة والخالة. والذي ذهَب إليه أكثر أهل العِلم من الصحابة والتابعين، وإليه ذهَب أبو حنيفة وأصحابُه وأحمد أنّ مَن ملكَ ذَا رَحِمٍ مَحْرَم عَتَق عليه ذَكراً أو أنثى، وذهب الشافعي وغيره من الأئمة والصحابة والتابعين إلى أنَّه يَعْتِق عليه الأولاد (في الأصل: أولاد الآباء. والمثبت من أواللسان) والآباء والأمهات، ولا يَعتْق عليه غيرُهم من ذَوِي قَرَابتِه. وذهَب مالك إلى أنه يَعْتِق عليه الولدُ والوالدان والإخوةُ، ولا يَعْتِق غيرهم.(رحا) (ه) فيه <تَدُورُ رَحَا الإسلام لخمْس او ست او سَبْع وثلاثين سنَة، فإن يَقُم لهم دينُهم يَقم لهم سَبْعين سَنةً، وإن يَهْلِكوا فَسَبِيل من هلَك من الأمم> وفي رواية <تدُورُ في ثلاثٍ وثلاثين سَنةً، أو أربع وثلاثين سنة، قالوا: يا رسول اللّه سِوَى الثَّلاث والثَّلاثين؟ قال نعم> . يقال دارَتْ رَحا الحَرب إذا قامَت على سَاقِهَا. وأصل الرَّحا: التي يُطْحَن بها. والمَعْنى أن الإسلام يمتد قيامُ أمره على سَنَن الأسْتقامة والبُعْد من إحداثاتِ الظَّلَمة إلى تَقَضِّي هذه المُدَّة التي هي بضْعٌ وثلاثون. وَوَجْهُه أن يكون قاله وقد بقِيت من عُمُره السّنون الزائدةُ على الثلاثين باخْتلاف الرِّوايات، فإذا انضمَّت إلى مُدَّة خلافة الأئمة الراشدين وهي ثلاثون سَنة كانت بَالِغَةً ذلك المَبْلغَ، وإن كان أرادَ سَنةَ خمْس وثلاثين من الهِجْرة؛ فَفِيها خرجَ أهلُ مِصر وحَصَروا عُثْمان رضي اللّه عنه وجَرى فيها ما جَرى، وإن كانت سِتًّا وثلاثين، ففيها كانت وقعةُ الجمل، وإن كانت سبعاً وثلاثين ففيها كانت وقْعةُ صِفِّينَ. وأما قوله: يَقُم لهم سَبْعين عاماً، فإن الخطَّابي قال: يُشْبه أن يكون أرادَ مُدَّة مُلْك بني أُميَّة وانْتِقالِه إلى بَني العبَّاس، فإنه كانَ بين استقْرَار المُلْكِ لبني أُمَيَّة إلى أن ظَهرت دُعَاةُ الدَّولة العبَّاسية بخُرَاسان نحو من سَبعين سنة، وهذا التأويلُ كما تَراه، فإنَّ المُدّة التي أشار إليها لم تكُن سبعين سنة، ولا كان الدِّينُ فيها قائماً. ويُروى <تَزُول رَحَا الإسلام> عِوضَ تَدُورُ: أي تَزُول عن ثُبوتها واسْتِقْرارها. (س) وفي حديث صفة السحاب <كيف تَرونَ رَحَاها> أي اسْتِدَارته، أو ما اسْتدارَ منها. (ه) وفي حديث سليمانَ بن صُرَد <أتَيت عليًّا حين فرَغ من مَرْحَى الجَمَل> المَرْحى: الموضعُ الذي دَارَت عليه رَحَا الحرب. يقال رَحَيْت الرَّحا ورَحَوْتُها إذا أدَرْتَها. {رخخ} (ه) فيه <يأْتي على الناس زمانٌ أفضلُهم رَخَاخاَ أَقْصَدُهم عيشاً> الرَّخاخُ: لين العيشِ. ومنه أرضٌ رَخَاخ: أي لَيِّنة رِخْوة. {رخل} (س) في حديث ابن عباس <وسُئِلَ عن رجُلٍ أسَلم في مائة رَخِلٍ فقال: لا خَير فيه> الرَّخِل بكسر الخاء: الأنثى من سِخال الضَأْن، والجمعُ رِخال ورُِخْلان بالكسر والضم. وإنما كَرِه السَّلَم فيها لتَفاوُت صِفاتِها وقَدْرِ سِنِّها. {رخم} (س) في حديث الشَّعْبي، وذكر الرافِضة فقال<لو كانوا من الطَّير لكانوا رَخَماً> الرَّخَم: نوعٌ من الطَّير معروفٌ، واحدتُه رَخَمة، وهو موصوفٌ بالغَدْر والمُوق. وقيل بالقَذَر. ومنه قولهم <رَخِمَ السِّقاءُ؛ إذا أنْتَن> . وفيه ذكْر <شِعْب الرَّخَم بمكة> . (ه) وفي حديث مالك بن دِينار <بلغَنا أن اللّهَ تبارك وتعالى يقولُ لداوُدَ يوم القيامة يا داودُ مجِّدْني اليوم بذلك الصَّوت الحَسن الرَّخِيم> هو الرَّقيقُ الشَّجِيُّ الطَّيِّبُ النَّغَمة. {رخا}*في حديث الدعاء <اذْكُرِ اللّهَ في الرَّخاء يَذْكُرْكَ في الشِدّة> . والحديث الآخر <فَلْيُكْثِر الدُّعاء عند الرَّخاء> الرخاءُ: سَعة العيش. (ه) ومنه الحديث <ليس كلُّ الناس مُرْخًى عليه> أي مُوسَّعاً عليه في رِزْقه ومَعِيشَتِه. (ه) والحديث الآخر <اسْتَرْخِيا عَنِّي> أي انْبَسِطا واتَّسِعا. وحديث الزبير وأسْماءَ في الحجّ <قال لها اسْتَرْخِي عنِّي> وقد تكرَّر ذِكْر الرَّخاء في الحديث. {ردأ}*في وصيّة عُمَر عند مَوته <وأُوصِيه بأهل الأمْصار خيراً، فإنهم رِدْءُ الإسلام وجُباةُ المال> الرِّدءُ: العَوْنُ والناصِرُ. {ردح} (ه) في حديث أمِّ زرع <عُكُومُها رَدَاحٌ> يقال امرأةٌ رَداحٌ: ثَقِيلة الكَفَل والعُكُوم: الأعْدالُ، جمعُ عِكْم، وصَفَها بالثِّقَل لكَثْرة ما فيها من المتَاع والثياب. (ه) ومنه حديث عليّ <إنَّ من ورائِكم أُمُوراً مُتماحِلةً رُدُحا> المُتماحلةُ: المُتطَاولة. والرُّدُح: الثقيلةُ العظيمةُ، واحدها رَداح: يعني الفِتَن، ورُوِي <إن من ورائِكم فِتَنا مُرْدِحة> أي مُثْقِلة. وقيل مُغُطِّية على القُلوب. من أرْدَحْتُ البيتَ إذا سَتَرْتَه. ومن الأوّل: حديثُ ابن عُمر في الفِتَن <لأكونَنَّ فيها مِثلَ الجَمَل الرَّداح> أي الثَّقيل الذي لا انْبعاث له. (ه) ومنه حديث أبي موسى وذكر الفتَن فقال <وَبقِيَت الرَّداح المُظْلِمةُ> أي الثقيلةُ العظيمةُ. {ردد}*في صفته عليه الصلاة والسلام <ليس بالطويل البائنِ ولا القصير المُتَردِّدِ> أي المُتنَاهِي في القِصَر، كأنه تَرَدّد بعضُ خَلقه على بعض، وتَداخَلت أجرزاؤُه. وفي حديث عائشة <مَن عَمِل عَمَلا ليس عليه أمْرُنا فهو رَدٌّ> أي مردودٌ> أي مردودٌ عليه. يقال أمْرٌ رَدٌّ؛ إذا كان مخالفا عليه أهل السُّنَّة، وهو مصدرٌّ وُصْف به. (س ه) وفيه <أنه قال لسُراقة بن جُعْشُم: الاَ أدُلّك على أفضل الصَّدَقة؟ ابْنَتُك مَرْدودةٌ عليك ليس لها كاسِبٌ غيْرك> المَرْدودةُ: التي تُطَلّقُ وتُرَدُّ إلى بيت أبيها، وأراد: ألاَ أدُلّك على أفضل أهل الصدقة؟ فحذف المضاف. (ه س) ومنه حديث الزبير في وصِيَّته بدَار وَقَفها <وللمَرْدُودة من بَنَاته أن تَسْكُنها> لأن المُطَلَّقة لا مَسْكَن لها على زَوجها. (س ه) وفيه <رُدُّوا السائِل ولو بِظِلْفٍ مُحْرَقٍ> أي أعْطُوه ولو ظِلْفا مُحْرقا، ولم يُرِدْ رَدَّ الحرْمان والمَنْع، كقولك سَلَّم فرَدَّ عليه: أي أجَابه. وفي حديث آخر <لا تَرُدّوا السَّائل ولو بظِلْفٍ مُحْرَقٍ> أي لا تَرُدُّوه رَدَّ حِرْمان بلا شيء، ولوْ أنه ظِلْف. (س) وفي حديث أبي إدريس الخوْلاني <قال لمعاوية: إن كان دَاوَى مَرْضَاها، ورَدَّ أُولاها على أُخْراها> أي إذا تَقَدَّمَت أوائلُها وتَباعَدَت عن الأواخِر لم يَدَعْها تَتَفَرَّق، ولكنْ يَحْبس المُتَقدّمة حتى تَصِلَ إليها المتأخِّرةُ. (س) وفي حديث القيامة والحَوْض <فيقال إنهم لم يَزالوا مُرْتَدِّين على أعقباهم> أي مُتَخلِّفين عن بعض الواجبات، ولم يُردْ ردَّة الكُفرِ، ولهذا قيَّده بأعْقابهم، لأنه لم يَرْتَدَّ أحدٌ من الصحابة بعده، وإنما ارْتَدَّ قوم من جُفَاة الأعراب. وفي حديث الفِتن <ويكون عند ذَلِكم القِتال رَدَّة شديدة> هو بالفتح: أي عَطْفة قوية. (ه س) وفي حديث ابن عبد العزيز <لا رِدِّ يدَي الصَّدقة> رِد يدَي بالكسر والتشديد والقَصْر: مَصْدرٌ مِنْ رَدَّ يَرُدّ، كالقِتَّيتَى (القتيتى: النميمة) والخِصِّصَى، المعنى أن الصَّدقة لا تُؤخذ في السَّنَة مَرتين، كقوله عليه الصلاة والسلام <لا ثِنْىَ في الصَّدَقة> . {ردع} في حديث الإسراء <فَمررْنا بقومِ رُدْع> الرُّدْعُ: جمعُ أردَع، وهو من الغَنم الذي صدرُه أسودُ وباقيه أبيضُ. يقال تَيسٌ أردعُ وشاةٌ ردْعاءٌ. (ه) وفي حديث عمر <إنَّ رَجُلا قال له: رَمَيتُ ظابياً فأصَبْتُ خُشَشَاءه، فركبَ رَدْعه فمات> الرَّدْع: العُنق: أي سَقط على رَأسه فاندقَّت عُنُقه. وقيل رَكِبَ رَدْعه: أي خرَّ صَريعاً فمَات> الرَّدْع: العُنق: أي سَقط على رَأسه فاندقَّت عُنُقه. وقيل رَكِبَ رَدْعه: أي خرَّ صَريعاً لوجْهه، فكلما همَّ بالنهُّوض رَكب مَقاديمَه. قال الزَّمخشري: الرَّدْع ها هنا اسمٌ للدَّم على سبيل التَّشْبيه بالزَّعْفرانِ، ومعنى رُكُوبه دَمَه أنه جُرح فسالَ دمُه فسقَط فوقه مُتَشَحِّطاً فيه. قال: ومن جَعَل الرَّدع العُنُقَ فالتَّقدير ركبَ ذاتَ ردْعه: أي عُنُقه، فحذف المُضاف (انظر الفائق 1/345، 346)، أو سَمَّى العُنق رَدْعا على سبيل الاتّساع (زاد في الدر النثير: قال الفارسي قال ابو عبيد: وفيه معنى آخر أنه ركب ردعه: أي لم يردعه شيء فيمنعه عن وجهه، ولكنه ركب ذلك فمضى لوجهه. والردع: المنع. اه وانظر اللسان (ردع) ) . وفي حديث ابن عباس <لم ينُهْ عن شيء من الأردية إلاَّ عَن المُزَعْفَرة التي ترْدَع على الجْلد> أي تَنْفُضُ صِبْغَها عليه. وثوْب رَدِيعٌ مَصْبوغٌ بالزَّعفَرَان. (س) ومنه حديث عائشة <كُفِّن أبو بكْر في ثلاثة أثوابٍ أحدها به رَدْع من زعْفَران> أي لَطْخ لَم يعُمَّه كُلَّه. (ه) وفي حديث حذيفة <ورَدَع لها رَدْعةً> أي وَجَم لها حتى تَغيَّر لونُه إلى الصُّفرة. {ردغ} (س) فيه <من قال في مؤمن ما ليس فيه حَبَسه الله في ردغة الخبال (س) ومنه الحديث <مَن شَرب الخمر سَقاه اللّه من رَدغة الخباَل> والحديث الآخر <خَطَبناَ في يَوْمٍ ذِي رَدَغٍ> . (س) والحديث الآخر <منعتنا هذه الرِّدَاغ عن الجمعه> ويروى بالزاي بدل الدال، وهي بمعناه. والحديث الآخر <إذا كُنتم في الرِّدَاغ أو الثَّلْج وحَضَرت الصَّلاة فَأوْمئوا إيماَءً> . (س) وفي حديث الشَّعْبي <دخلت على مُصْعَب بن الزبير فَدنوت منه حتى وَقَعت يَدِي على مَرَادِغه> هي ما بين العُنق إلى التَّرقُوة. وقيل لحْم الصَّدر، الواحِدة مَردْغَة. {ردف} (ه) في حديث وائل بن حُجر <أنَّ معاوية سأله أن يُرْدِفه وقد صَحِبه في طريق، فقال: لَسْتَ من أرْداف المُلوك> هم الذين يَخْلُفونهم في القِيامة بأمْر المَمْلَكة بمنزلة الوُزَراء في الإسلام، واحِدهم رِدْف، والاسم الرِّدافة كالوِزارة. وفي حديث بَدْر <فأمدّهم اللّه بألف من الملائكة مُرْدِفين> أي مُتَتابِعين يَرْدِف بعضهم بعضا. وفي حديث أبي هريرة <على أكْتافِها أمْثال النَّواجِذ شَحْماً تَدْعُونه أنتم الرَّوادِف> هي طرائِق الشَّحْم، واحدتها رادِفة. {ردم}*فيه <فُتِحَ اليومَ من رَدْم يأجوجَ ومأجوجَ مِثْلُ هذه، وعَقَد بيدِه تسعين> ردَمْتُ الثُّلْمة رَدْما إذا سَدَدْتها، والاسم والمصدرُ سَواء: الرَّدْم. وعقْد التسعين من مُواضَعات الحُسَّاب، وهو أن تَجْعل رأسْ الأصْبع السَّبَّابة في أصل الإبْهام وتَضُمّها حتى لا يَبِين بينهما إلاّ خَلَل يسير. {رده} (ه) في حديث عليّ <أنه ذَكَر ذا الثُّدَيَّة فقال: شَيطان الرَّدْهَة يَحْتدِرُه رَجُل من بَجِيلة> الرَّدْهة: النُّقْرة في الجبل يَسْتَنْقِع فيها الماء. وقيل الرَّدْهة: قُلَّة الرابية. وفي حديثه أَيضا <وأمّا شيطان الرَّدْهة فقد كُفِيتُه بصَيْحة سَمعْتُ لها وَجِيبَ قَلْبِه> قيل أراد به معاوية لَمَّا انْهزَم أهلُ الشام يَوم صِفِّين، وأخْلَد إلى المُحاكَمة. {ردا} فيه <أنه قال في بَعِير تَردَّى في بئرٍ: ذَكِّه من حيث قَدَرْتَ> تَردَّى: أي سَقَط. يقال رَدَى وتَردَّى لُغتان، كأنه تَفَعَّل، من الرَّدَى: الهلاك: أي اذْبَحْه في أيّ موضع أمْكَن من بدَنِه إذا لم تَتَمكَّن من نَحْره. (س) ومنه حديث ابن مسعود <مَن نَصر قَومَه على غير الحق فهو كالبعير الذي رَدَى فهو يُنْزَع بذَنَبه> أراد أنه وَقَع في الإثْم وهَلَك، كالبعير إذا تَردَّى في البِئر. وأرِيد أن يُنْزَع بذَنَبه فلا يُقْدَر على خَلاصه. وفي حديثه الآخر <إنّ الرجُل ليَتَكلَّم بالكلمة من سَخَط اللّه تُرْدِيه بُعْدَ ما بين السماء والأرض> أي تُوقِعُه في مَهْلَكة. وفي حديث عاتكة: بِجَأْواءَ تَرْدِي حافَتَيْه المَقانِبُ* أي تَعْدُو. يقال رَدَى الفَرسُ يَرْدِي رَدْياً، إذا أسرع بين العَدْوِ والمشيِ الشديد. وفي حديث ابن الأكوع <فرَدَيْتُهم بالحِجارة> أي رَمَيْتُهم بها. يقال رَدَى يَرْدِي رَدْياً إذا رَمَى. والمِرْدَى والمِرْداة: الحجَر، وأكثر ما يقال في الحجر الثقيل. (س) ومنه حديث أحُد <قال أبو سفيان: مَن رَداه.> أي مَن رَماه. (ه) وفي حديث عليّ <مَن أراد البَقاء ولا بَقاء فلْيُخَفِّف الرِّداء. قيل: وما خِفَّة الرِّداء؟ قال: قِلَّة الدَّيْن> سُمِّي رداء لقولهم: دّيْنُك في ذِمَّتي، وفي عُنُقي، ولازِم في رَقَبتي، وهو موضع الرِّداء، وهو الثَّوب، أو البُرْد الذي يَضَعُه الإنسان على عاتِقَيْه وبين كَتِفَيْه فوق ثيابه (في الدر النثير: قال الفارسي: ويجوز أن يقال: كني بالرداء عن الظهر؛ لأن الرداء يقع عليه، فمعناه: فليخفف ظهره ولا يثقله بالدين) ، وقد كَثُر في الحديث. وسُمِّي السَّيف رِداء؛ لأنَّ من تقلَّده فكأنه قد تَردَّى به. ومنه حديث قُسّ <تَرَدَّوْا بالصَّماصِم> أي صَيَّروا السيوف بمنزلة الأرْدِية. ومنه الحديث <نِعْم الرِّداءُ القَوْسُ> لأنها تُحْمَل في موضع الرِّداء من العاتِق. {رذذ} (س) فيه <ما أصاب أصحابَ محمدٍ يوم بَدْر إلاّ رَذاذٌ لبَّدَ لهم الأرض> الرَّذاذ: أقَلُّ ما يكون من المَطر، وقيل هو الغُبار. {رذل}*فيه <وأعوذ بك أنْ أُرَدَّ إلى أرْذَل العُمُر> أي آخِره في حال الكِبَر والعَجْز والخَرَف. والأرْذَل مِن كل شيء: الرَّديء منه. {رذم}*وفي حديث عبد الملك بن عمير <في قُدُورٍ رَذِمَة> أي مَتَصَبِّبَة من الامْتِلاء. والرِّذْم: القَطْر والسَّيَلان. وجَفْنَةٌ رَذُوم، وجِفَانٌ رُذُم، كأنَّها تَسِيل دَسَماً لامْتِلائها. ومنه حديث عطاء في الكيل <لا دَقَّ ولا رَذْم ولا زَلْزَلة> هو أن يَمْلأَ المِكْيال حتى يُجاوِزَ رَأسَه. {رذا} (س) في حديث الصَّدقَة <ولا يُعْطى الرَّذِيَّة ولا الشَّرَطَ اللَّثيمة> أي الهَزِيلة. يقال ناقةٌ رَذِيَّة، ونُوق رَذَايَا. والرَّذِىّ: الضَّعِيف من كل شيء. (ه) ومنه حديث يونس عليه السلام <فقَاءَه الحُوت رَذِيًّا> أي ضَعِيفاً. (س) ومنه حديث ابن الأكوع <وأرْذَوْا فَرسَيْن فأخذتهما> أي تَرَكُوهُما لِضَعْفِهما وهُزَلهِما. ورُوى بالدَّال المهْملة من الرَّدَى: الهَلاك: أي أتْعَبُوهُما حتى أسْقَطُوهُما وخَلَّفُوهُما. والمشهور بالذال المعْجمة. {رزا} (س) في حديث سُراقة بن جُعْشُم <فلم يَرْزَآنِي شيئاً> أي لم يأخُذا مِنّي شيئاً. يقال رَزَأْته أرْزَؤُه. وأصله النَّقْص. (س) ومنه حديث عِمْران والمرأة صاحبة المَزادَتين <أتَعْلَمِين أنَّا ما رَزَأْنا مِن مائك شيئاً> أي ما نَقَصْنا منه شيئاً ولا أخَذْنا. ومنه حديث ابن العاص <وأجِدُ نَجْوِى أكثر من رُزْئي> النَّجْوُى: الحَدث: أي أجِدُه أكثر ممَّا آخُذ من الطعام. (س) وفي حديث الشَّعْبيّ أنه قال لبَني العَنْبر <إنَّما نُهِينَا عن الشَّعْر إذا أُبِّنَت فيه النساء، وتُرُوزِئَتْ فيه الأموال؛ أي اسْتُجْلِبَت به الأموال واسْتُنْقِصَت من أربابها وأنْفِقَت فيه. (س) وفيه <لولا أن اللّه تعالى لا يُحب ضَلالة العَملِ ما رَزَيْناك عِقَالاً> جاء في بعض الروايات هكذا غير مهموز، والأصل الهمز، وهو من التخفيف الشَّاذّ وضَلاَلة العمل: بُطْلانه وذَهاب نَفْعه. وفي حديث المرأة التي جاءت تسأل عن ابْنِها <إن أُرْزَأْ اْبنِي فلم أُرْزَأْ حَيَايَ> أي إنْ أُصِبْعت به وفَقَدْتُه فلم أُصَب بِحيَاي. والرُّزْء: المصيبة بفقد الأعِزَّة. وهو من الإنْتِقاص أيضا. ومنه حديث ابن ذي يَزَن <فنحنُ وفد التهْنِئة لا وفد المَرْزَأةِ> أي المصِيبة. {رزب}*في حديث أبي جهل <فإذا رجُل أسْودُ يَضْرِبه بِمرْزَبةٍ فيَغيب في الأرض> المِرْزَبَة بالتخفيف: المِطْرَقة الكبيرة التي تكون للحَدّاد. ومنه حديث الملَك <وبِيَده مِرْزَبَة> ويقال لها: الإرْزَبَّة، بالهمز والتشديد. {رزز} (ه) في حديث عليّ <مَنْ وَجَدَ في بطنه رِزًّا فلْيَنْصَرِفْ ولْيتَوضَّأْ> الرِّزّ في الأصْل: الصَّوت الخَفِيُّ، ويُريد به القَرْقَرةَ. وقيل هو غَمْز الحدَث وحَرَكته للخرُوج. وأمره بالوُضوء لئلا يُدَافع أحَدَ الأخْبَثين، وإلا فلَيْس بواجب إنْ لم يَخْرُج الحدثُ، وهذا الحديث هكذا جاء في كُتب الغريب عن عليّ نفْسه. وأخرجه الطبراني عن ابن عُمَر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم. وفي حديث ابي الأسْود <إنْ سُئل ارْتَزَّ> أي ثبت وبَقى مَكانَه وخَجل ولم ينْبَسط، وهو افْتَعل، من رَزَّ اذا ثبت. يقال ارْتَّز البَخيل عند المسْألة اذا بَخِل. ويُروى أَرَزَ بالتخفيف: أي تَقَبَّض. وقد تقدم فى الهمز. {رزغ} (ه) في حديث عبد الرحمن بن سَمُرة <قيل له: أمَا جَمَّعْتَ؟ فقال مَنَعَنا هذا الرَّزَغ> هو الماء والوَحل. وقد أرْزَغَت السماء فهي مُرْزِغة. ومنه الحديث الآخر <خَطَبَنَا في يومٍ ذِي رَزَغ> ويروى الحديثان بالدَّال وقد تقدما. ومنه حديث خُفاف بن نُدْبة <إن لم تُرْزغ الأمطارُ غَيْثاً> . {رزق}*في أسماء اللّه تعالى <الرَّزَّاق> وهو الذي خَلَق الأرْزَاق وأعْطَى الخلائق أرْزَاقَها وأوْصَلها إليهم. وفعَّال من أبنِية المُبالغة. والأرْزَاق نزعان: ظاهرة للأبْدان كالأقْوات، وباطِنَة للقُلوب والنُّفوس كالمعارف والعُلُوم. (س) *وفي حديث الجَوْنيَّة التي أراد النبي صلى اللّه عليه وسلم أن يتزوّجها <قال: اكْسُها رَازِقِيَّيْن> وفي رواية <رَازِقيَّتَيْن> الرَّازقيَّة: ثياب كَتَّان بيضٌ. والرَّازقيُّ: الضَّعيف من كل شيء. {رزم} (ه) فيه <إنّ ناقَته تَلحْلَحت وأرْزَمت> أي صَوَّتَت. والإرْزام: الصوت لا يُفْتَح به الفَمُ. (ه) وفي حديث سليمان بن يَسار <وكانَ فيهم رجُل على ناقة له رَازِمٍ> هي التي لا تَتَحرَّك من الهزال. وناقَة رَازِمٌ، أي ذَاتُ رُزَام، كامْرَأةٍ حائِض. وقد رَزَمَت رُزَماً. ومنه حديث خُزيمة في رواية الطبراني <تَرَكَت المُخَّ رُزَاماً> إنْ صَحَّت الرواية فيكون على حذف مضاف تقديره: تَركَتْ ذَوَات المُخّ رُزَاماً، ويكون رزاما جَمْع رَازم. (ه) وفي حديث عمر <إذا أكلْتم فَرازِمُوا> المُرَازمَة: المُلازَمة والمُخالَطة> أراد اخْلِطُوا الأكْل بالشُّكْرِ وقولوا بين اللُّقَم: الحمد للّه. وقيل أراد اخْلِطُوا أكْلَكُم، فكلُوا لَيِّناً مع خَشِن، وسَائِغا مع جَشِب. وقيل المُرَازَمَة في الأكْل: المُعَاقَبة، وهو أن يأكُل لحْما، ويوما لَبناً، ويوما تمراَ، ويوما خُبزاً قَفَاَرا. يقال للإبل إذا رَعَت يوماً خُلَّة ويوما حَمْضاً: قد رَازَمت. [ه] ومنه حديثه الآخر <أنه أمرَ بِغَرائرَ جُعل فيهنَّ رِزَمٌ من دَقِيق> جَمْع رِزْمَة وهي مثل ثُلُث الغَرارة أو رُبعها. {رزن} *في شعر حسان يمدح عائشة رضي اللّه عنها: حَصَانٌ رَزَانٌ ما تُزَنُّ ** وتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحوم الغَوافِلِ يقال امرأة رَزَان بالفتح، ورَزِينة: إذا كانت ذَاتَ ثبات وَوَقار وسُكُون. والرَّزانة في الأصل: الثِّقل. (رسب) (س) فيه <كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سَيف يُقال له الرَّسوب> أي يَمْضي في الضَّرِيبة ويَغيب فيها. وهو فَعُول مِن رسَبَ يَرْسُب إذا ذَهَب إلى أسْفَلَ، وإذا ثَبَتَ. (س) ومنه حديث خالد بن الوليد <كان له سَيْف سَمَّاه مِرْسَبَاً> وفيه يقول: ضَرَبْتُ بالمِرْسَب رَأسَ الْبِطْريق ** كأنه آلة للرُّسُوب. (س) وفي حديث الحسن يَصف أهل النار <إذا طَفَتْ بهم النار أرسَبَتْهم الأغلال> أي إذا رَفَعتهم وأظهرتهم حَطَّتْهم الأغلال بِثِقَلها إلى أسْفَلها. {رسح} (س) في حديث الملاعنة <إنْ جاءت به أرْسَحَ فهو لفلانٍ> الأرسح: الذي لا عَجُزَ لَه، أو هِيَ صَغِيرة لاصِقَة بالظَّهْر. (س) ومنه الحديث <لا تَسْتَرْضِعوا أولادكم الرُّسْحَ ولا العُمْش، فإن اللَّبن يُورِث الرَّسَحَ والعَمشَ> جَمْع رَسْحاَء وعَمْشاَء. {رسس} (ه) في حديث ابن الأكوع <إن المُشركين رَاسُّونا الصُّلح وابْتَدَأُونا (في الأصل: أي ابتدأونا، وما أثبتناه من ا والهروي واللسان.) في ذلك> يقال رسَسْت بينهم أرُسُّ رَسًّا : أي أصلحت. وقيل معناه فاتَحُونا، من قولهم بلَغني رَسٌّ من خَبر: أي أوله. ويُروى وَاسَوْنا بالواو: أي اتَّفَقوا معنا عليه. والواو فيه بدل من همزة الأسْوة. [ه] ومنه حديث النخعي <إني لأسمع الحديث أرُسُّه في نفسي وأحَدِّث به الخادِم> أرُسُّه في نَفَسي: أي أُثْبِتُه، وقيل أراد: أبْتَدِئ بذِكره ودَرْسِه في نفسي، وأحَدّث به خادمي أسْتَذْكِرُه بذلك. (ه) ومنه حديث الحجاج <أنه قال للنُّعمان بن زُرعة: أمِن أهل الرَّسّ الرَّهْمَسة أنت؟ > أهلُ الرَّسّ: هُم الذين يَبْتدِئون الكذب ويُوقِعونه في أفواه الناس. وقال الزمخشري: هو من رَسَّ بين القوم إذا أفْسَد، فيكون قد جَعَله من الأضداد (انظر الفائق 1/480) . وفي حديث بعضهم <إنّ أصحابَ الرسّ قومٌ رسُّوا نبيّهم> أي رسُّوه في بئر حتى مات. {رسع} [ه] في حديث ابن عمرو (هو عبد اللّه كما في اللسان) بن العاص <بَكَى حتى رَسَعَت عينُه> أي تَغيَّرت وفسَدت والتَصَقَت أجفانُها. وتُفْتح سينُها وتُكْسر وتُشَدد أيضا. ويُرْوى بالصاد. وسيُذْكر. {رسف} (س) في حديث الحديبية <فجاء أبو جَنْدل يرسُفُ في قُيوده> الرّسْفُ والرّسيفُ: مَشيُ المُقَيَّد إذا جاء يتحاملُ برِجْله مع القَيد. {رسل} (ه) فيه <إن الناسَ دخلوا عليه بعد موته أرْسالاً يُصَلُّون عليه> أي أفْواجا وفِرَقا متقطّعة، يتبع بعضهم بعضا، واحدُهم رَسَلٌ بفتح الراء والسين. ومنه الحديث <إنّي فَرَطٌ لكم على الحَوْضِ، وإنه سَيُؤتى بكم رَسَلا رَسَلا فتُرْهَقون عنّي> أي فِرَقا. والرَّسَل: ما كان من الإبلِ والغَنَم من عشر إلى خمس وعشرين. وقد تكرر ذكْرُ الأرسال في الحديث. [ه] ومنه حديث طَهْفة <ووَقير كثير الرَّسَل قليل الرِّسْل> يريد أنَّ الذي يُرْسَل من المَواشِي إلى الرعْي كثير العَدد، لكنه قليل الرِّسْل، وهو اللَّبن، فهو فَعَل بمعنى مُفْعَل: أي أرْسَلها فهي مُرْسَلة. قال الخطّابي: هكذا فسَّره ابن قُتّيبة. وقد فَسَّره العُذْريّ وقال: كثيرُ الرَّسَل: أي شديد التَّفرُّق في طَلَب المَرْعى، وهو أشْبَه، لأنه قال في أوّل الحديث: ماتَ الوَدِيُّ وهَلَك الهدِيُّ، يعني الإبِلَ، فإذا هَلَكَت الإبلُ مع صَبْرها وبَقائِها على الجَدْب كيف تسلُم الغنمُ وتَنْمِي حتى يكثر عددُها؟ وإنما الوجْهُ ما قاله العُذْرِي، فإن الغنم تَتَفرَّق وتنْتشِر في طلب المَرْعَى لِقلَّتِه. (ه) وفي حديث الزكاة <إلاّ مَن أعْطي في نَجْدَتِها ورِسْلِها> النَّجْدة: الشدّة. والرِّسْل بالكسر: الْهِينَة والتأنّي. قال الجوهري: يقال أقْعل كذا وكذا على رِسْلِك بالكسر: أي اتَّئد فيه، كما يقال على هِينَتِك. قال: ومنه الحديث <إلا مَن أعْطي في نَجْدَتِها ورِسْلِها> أي الشدة والرخاء. يقول يُعْطِي وهي سِمانٌ حِسانٌ يشتدُّ عليه إخراجُها فتلك نَجْدتُها. ويُعْطِي في رِسْلِها وهي مَهازيلُ مُقاربة. وقال الأزهري: معناه إلا مَن أعطى في إبِله ما يَشُقُّ عليه عَطاؤُه، فيكون نجْدة عليه، أي شدّة، ويعطى ما يَهُون عليه إعطاؤه منها مُسْتَهيناً به على رِسْلِه. وقال الأزهري: قال بعضهم (هو ابن الأعرابي؛ كما صرح الهروي واللسان): في رِسْلِها أي بطيب نفْس منه. وقيل ليس للهُزال فيه معنى؛ لأنه ذكر الرِّسْل بعد النَّجْدة، على جهة التَّفخيم [للإبل] (الزيادة من ا واللسان والهروي) فجرى مجْرِى قولهم: إلا مَن أعْطَى في سِمَنِها وحُسْنِها ووُفور لَبَنها، وهذا كله يَرجعُ إلى معنى واحد، فلا معنى للهُزال؛ لأن مَن بَذَل حقَّ اللّه من المَضْنون به كان إلى إخراجه مما يَهُون عليه أسْهَل، فليس لِذكر الهُزال بعد السِمَن معنى. قلت: والأحسن - واللّه أعلم - أن يكون المراد بالنَّجْدة: الشدّة والجَدْب، وبالرِّسْل: الرَّخاء والخِصب؛ لأن الرِسْل اللَّبَن، وإنما يَكْثُر في حال الرَّخاء والخِصب، فيكونُ المعنى أنه يُخْرِج حقَّ اللّه في حال الضِّيق والسَّعَة، والجَدْب والخِصب؛ لأنه إذا أخرج حقَّها في سنة الضِّيق والجَدب كان ذلك شاقًّا عليه، فإنه إجْحاف به، وإذا أخْرَجها في حال الرَّخاء كان ذلك سَهلا عليه؛ ولذلك قيل في الحديث:يا رسول اللّه وما نَجْدتُها ورِسْلُها؟ قال: عُسْرها ويُسْرها، فَسمَّى النَّجدة عُسْرا والرِّسل يُسْراً؛ لأن الجَدب عُسْر والخِصْبَ يُسْر، فهذا الرَّجل يُعطِى حَقَّها في حال الجَدْب والضِّيق وهو المُراد بالنَّدة، وفي حال الخِصب والسَّعة، وهو المُرادُ بالرِسْل. واللّه أعلم. (ه) وفي حديث الخدري <رأيت في عامٍ كَثُر فيه الرِّسْلُ البياضَ أكثر من السَّواد، ثم رأيت ذلك في عامٍ كَثُر فيه التَّمرُ؛ السَّوادَ أكثرَ من البياض> أراد بالرسل اللَّبن، وهو البَياضُ إذا كَثُر قلّ التَّمر، وهو السَّواد وفي حديث صفية <فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: <على رِسْلكما> أي اثبتُا ولا تعجلا. يقال لمن يَتَأنَّى وَيعمل الشئَ على هِينتِه. وقد تكررت في الحديث. (ه س) وفيه <كان في كلامه تَرْسِيل> أي تَرتيل. يقال تَرَسَّل الرجُل في كلامه ومَشيه إذا لم يَعْجل، وهو والتَّرتيلُ سواء. (س) ومنه حديث عمر <إذا أذَّنت فَتَرَسَّل> أي تَأنَّ ولا تَعْجَل. (س) وفيه <أيُّما مُسّلمٍ اسْتَرسل إلى مُسلم فَغَبَنه فهو كذا> الأسْتِرْسال: الاسْتِئناسُ والطُّمَأنينةُ إلى الإنسان والثِّقة به فيما يُحَدِّثه به، وأصلُه السكونُ والثَّبات. ومنه الحديث <غَبْن المُسْتَرسِل رِباً> . (ه) وفي حديث أبي هريرة <أن رجُلا من الأنْصار تزوَّج امرَأةً مُرَاسِلا> أي ثَيِّبا. كذا قال الهروي. وفي قصيد كعب بن زهير: أمْسَتْ سُعادُ بأرْضٍ لا يُبلِّغها ** إلا العِتَاقُ النَّجيبَاتُ المَراسِيلُ المَرَاسيلُ: حمْع مِرْسالٍ، وهي السَّرِيعة السَّير.{رسم} (ه) فيه <لمَّا بَلغ كُراعَ الغَمِيم إذا النَّاس يرسُمُون نحوه> أي يَذْهَبُون إليه سِرَاعاً. والرَّسِيمُ: ضَرْبٌ من السَّير سَرِيعُ يؤثّر في الأرض. (س) وفي حديث زَمْزَم <فَرُسِّمَت بالقَبَاطيّ والمطَارِف حتى نَزحُوها> أي حَشُوها حَشْواً بالِغاً، كأنَّه مأخُوذٌ من الثياب المُرَسَّمَة، وهي المُخَطَّطَة خُطوطا خَفيّة. ورَسَم في الأرض: غاب. {رسن} (ه) في حديث عثمان <وأجْررْتُ المرسونَ رَسنَه> المَرْسُون: الذي جُعل عليه الرَّسَن؛ وهو الحَبْل الذي يُقادُ به البَعيرُ وغيرُه. يقال رَسَنْت الدَّابَّة وأرْسَنْتُها. وأجرَرْتُه أي جَعلْته يَجُرُّه، وخلَّيتُه يرعى كيف شاءَ. والمَعْنَى أنه أخْبَر عن مُسَامَحته وسَجَاحَة أخْلاَقه، وتركِه التَّضْييقَ على أصْحَابه. وفي حديث عائشة <قالت ليزيدَ بن الأصَمّ ابن أخت مَيمونة وهي تُعاتبُه: ذهَبَت واللّه مَيْمُونة ورُمِي بِرَسنكَ على غَارِبكَ> أي خُلِّي سبيُك، فليس لك أحدٌ يمنعكَ مما تريده. {رشح}*في حديث القيامة <حتى يبلغ الرشْحُ آذانهم> الرشح: العَرَق لأنه يخرج من البدن شيئاً فشيئاً كما يرشح الإناء المُتخلخِل الأجزاء. (ه) وفي حديث ظبيان <يأكلون حصِيدَها ويُرشّحُون خَضيدَها> الخَضيد: المقْطُوعُ من شجَر الثَّمر. وتَرْشيحُهم له: قيامُهم عليه وإصْلاحُهم له إلى تَعُود ثمرتُه تطلع، كما يُفْعل بشجر الأعْناب والنخِيل. (س) ومنه حديث خالد بن الوليد <أنه رَشَّح ولَده لِوِلاية العَهْد> أي أهَّلَه لها. والترشيحُ: التَّربية والتهيِئةُ للشيء. {رشد}*في أسماء اللّه الحسنى <الرشيدُ> هو الذي أرْشَد الخَلْق إلى مَصالحِهم: أي هداهم ودَلَّهم عليها، فَعِيل بمعنى مُفْعِل. وقيل هو الذي تَنْساق تَدْبيراتُه إلى غاياتها على سَنَن السَّداد، من غير إشارةِ مُشِير ولا تَسْديد مُسَدِّد. وفيه <عليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخُلَفاءِ الراشدين من بعدي> الراشِدُ: اسم فاعلٍ، من رَشَد يرشُد رُشْداً، ورَشِد يَرْشَد رَشَداً، وأرْشَدْته أنا. والرُّشْد: خلافُ الغَيِّ. ويرودُ بالراشدِين أبا بكر وعُمر وعثمان وعَليّا رضي اللّه عنهم، وإن كان عامًّا في كل من سار سيرَتَهم من الأئمة. ومنه الحديث <وإرْشاد الضالّ> أي هدايته الطريقَ وتَعْريفه. وقد تكرر في الحديث. (س) وفيه <من ادَّعَى ولَداً لغير رِشْدة فلا يَرث ولا يُورَث> يقال هذا ولَد رِشْدة إذا كان لِنِكاح صحيح، كما يقال في ضِده: ولَدُ زِنْية، بالكسر فيهما. وقال الأزهري في فَصْل بَغي: أفصحُ اللُّغتين. {رشش}*فيه <فلم يكونوا يَرُشُّون شيئاً من ذلك> أي يَنْضحونه بالماء. {رشق}*في حديث حسان قال له النبي صلى اللّه عليه وسلم في هِجائِه للمشركين: <لهُو أشدُّ عليهم من رَشْقِ النَّبْل> الرَّشْقُ: مصدر رَشَقُه رَشْقا إذا رَماه بالّسهام. (س) ومنه حديث سلَمة <فألْحق رَجلا فأرشُفُه بسَهم> . ومنه الحديث <فرَشَقوهم رَشْقا> ، ويجوز أن يكون ها هنا بالكسر وهو الوجه، من الرَّمْي. وإذا رَمى القومُ كلهم دفعة واحدة قالوا رَمَينا رِشْقا. والرشق أيضا أن يرمي الرامي بالسِّهام، ويُجْمع على أرْشاق. (س) ومنه حديث فَضالة <أنه كان يَخرج فيرْمِي الأرْشاق> . (ه) وفي حديث موسى عليه السلام <كأني برَشْق القلم في مَسامِعي حين جَرى على الألواح بكَتبة التوراة> الرَّشْق والرِّشْق: صَوت القلم إذا كُتب به. {رشا} (س) فيه <لعن اللّه الراشِيَ والمُرتَشِيَ والرَّائش> الرِّشْوة والرُّشْوة: الوُصلة إلى الحاجة بالمُصانعة. وأصله من الرِشاء الذي يُتَوصَّل به إلى الماء. فالراشي مَن يُعطِ الذي يُعِينه على الباطل. والمُرْتَشِي الآخِذُ. والرائِش الذي يسْعى بينهما يَسْتزيد لهذا ويَسْتنقِص لهذا. فأمَّا ما يُعْطَى تَوصُّلا إلى أخْذِ حق أو دَفْع ظُلْم فغير داخل فيه. رُوِي أنّ ابن مسعود أُخِذ بأرض الحَبشة في شيء، فأعْطَى دينارين حتى خُلّى سبيله، ورُوِي عن جماعة من أئمة التابعين قالوا: لا بأس أن يُصانِع الرجل عن نفسه ومالِه إذا خاف الظلم. {رصح} (ه) في حديث اللعان <إن جاءت به أُرَيْصِحَ> هو تصغير الأرْصَح، وهو الناتِىءُ الألْيَتَين، ويجوز بالسين، هكذا قال الهروي. والمعروف في اللغة أن الأرسَح والأرصَح هو الخفيف لَحْم الألْيَتَين، وربما كانت الصاد بَدلاً من السين. وقد تقدم ذكر الأرسح. {رصد}*في حديث أبي ذر <قال له عليه الصلاة والسلام: ما أحِبُّ عندي مثلُ أحُدٍ ذَهَبا فأُنْفِقه في سَبِيل اللّه وتُمْسِي ثالثةٌ وعندي منه دينار، إلا دينارا أُرصِده لِدَيْن> أي أُعِدُّه. يقال رصَدتُه إذا قَعدْت له على طريقه تَتَرقَّبه، وأرْصَدْت له العقُوبة إذا أَعْدَدْتَها له. وحقيقته جَعْلتُها على طريقه كالمُتَرقِّبة له. ومنه الحديث <فأرْصَد اللّهُ على مَدْرَجَتِه مَلَكا> أي وكّله بِحِفْظ المدْرَجة، وهي الطريق، وجعله رَصَدا: أي حافظا مُعَدًا. (ه) ومنه حديث الحسن بن علي، وذكر أباه فقال <ما خَلَّف من دُنياكم إلاَّ ثلاثمائة درهم كان أرْصَدها لِشرَاءِ خادِم> . (ه) وفي حديث ابن سِيرين <كانوا لا يُرصدُون الثمار في الدَّين، وينبغي أن يُرْصدوا العَين في الدَّين> أي إذا كان على الرجُل دَيْن وعنده من العَين مثْله لم تجب عليه الزكاة، فإن كان عليه دَيْن وأَخْرَجَت أرضُه ثمرا فإنه يجب فيه العُشْر، ولم يَسْقُط عنه في مقابلة الدَّين لاختلاف حُكْمهما، وفيه بين الفقهاء خلاف. {رصص} (ه) فيه <تَراصُّوا في الصفُوف> أي تَلاصَقُوا حتى لا تكون بينكم فُرَجٌ. وأصلُه تَراصَصوا، من رصَّ البناء يَرُصُّه رَصًّا إذا ألْصَق بعضه ببعض، فأدغَم. (ه) ومنه الحديث <لَصُّبَّ عليكم العذابُ صَبًّا ثم لَرُصَّ رَصًّا> . (ه) ومنه حديث ابن صياد <فرَصَّه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم> أي ضَمَّ بعضَه إلى بَعْض. وقد تكرر في الحديث. {رصع}*في حديث الملاعنة <إن جاءَت به أُرَيْصِعَ> هو تصغيرُ الأرْصَع، وهو بمعنى الأرسح. وقد تقدم. قال الجوهري: الأرصع لغة في الأرْسَح، والأنثى رَصْعاءُ. (س) وفي حديث ابن عمرو <أنَّه بكى حتى رَصَعَت عينُه> أي فسدَت. وهو بالسين أشْهَرُ. وقد تقدم. (س) وفي حديث قُسّ <رَصيع أيْهُقانٍ> التَّرصيع: التَّركيبُ والتَّزيين. وسَيفٌ مُرصَّع أي مُحَلًّى بالرَّصائِع، وهي حَلق من الحُلِيّ، واحِدتُها رَصِيعةٌ. والأيْهُقانُ: نبْتٌ. يعني أنَّ هذا المكان قد صار بِحُسْنِ هذا النَّبت كالشيء المُحَسَّن المُزَيَّن بالترْصيع. ويروى رضِيع أيهُقان بالضاد. {رصغ} (س) فيه <إنّ كُمّه كان إلى رُصْغه> هي لُغَة في الرُّسغ، وهو مَفْصِل ما بين الكَفِّ والسَّاعِد. {رصف}*فيه <أنه مضَغَ وَتَراً في رمضانَ ورَصَف به وتَرَ قَوسه> : أي شدَّه به وقَوَّاه. والرَّصْف: الشَّدُّ والضَّمّ. ورَصَف السَّهْم إذا شدَّه بالرِّصاف، وهو عَقَب يُلوَى على مَدْخل النَّصْل فيه. (ه س) ومنه حديث الخوارج <ينظر في رِصَافه، ثم في قُذَذِه فلا يَرى شيئاً> وواحدُ الرِّصاف: رَصَفة بالتَّحريك. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفي حديث عمر <أُتِيَ في المنام فقيل له تَصَدَّقْ بأرض كذا، قال: ولم يكُن لنا مالٌ أرْصفُ بِنَا منها، فقال له رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم: تَصَدَّقْ واشترط> أي أرفَقُ بِنَا وأوْفَقُ لنا. والرَّصافةُ: الرفْقُ في الأمور. وفي حديث ابن الصَّبغاء: بين القِرانِ السَّوءِ والتَّراصُفِ التَراصُف: تَنْضيد الحجارة وصَفُّ بعضها إلى بعض. (ه) ومنه حديث المغيرة <لحديثٌ من عاقِلٍ _رواية الهروي: <لحديث من في العاقل> ) أحبُّ إليَّ من الشُّهْد بِمَاء رَصَفَة> الرَّصفة بالتحريك واحدةُ الرَّصَف، وهي الحجارةُ التي يُرْصفُ بعضها إلى بعض في مَسِيل فيجتمع فيها ماء المطر. (س) وفي حديث معاذ في عذاب القَبْر <ضَرَبه بمِرْصَافة وسَط رأسِه> أي مِطْرَقة؛ لأنها يُرصفُ بها المضْروب: أي يُضَمُّ (في الدر النثير: قال الفارسي: ويروى بمرضاخة، بالحاء والخاء وهي حجر ضخم). {رضب} (ه) فيه <فكأنّي أنظُر إلى رُضَاب بُزَاق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم> قال الهروي: إنما أضَاف الرُّضَاب إلى البُزَاق؛ لأن البُزَاق هو الرّيق السَّائل، والرُّضاب ما تحبَّب منه وانْتَشر، يريد كأنّي أنظُر إلى ما تحبَّب وانْتَشر من بُزاقِه حين تَفَل فيه. {رضخ} (ه) في حديث عمر <وقد أمَرْنا لهم بِرَضْخٍ فاقْسِمْه بينهم> الرَّضْخُ: العَطيَّة القَليلة. ومنه حديث علي رضي اللّه عنه <ويَرْضَخ له على تَرْك الدِّين رَضِيخَةً> هي فَعيلة من الرَّضْخ: أي عَطِيةً. (ه) وفي حديث العَقَبة <قال لهم: كيف تُقَاتلون؟ قالوا: إذا دَنَا القومُ كانَت المُرَاضخَة> هي المُرَامَاة بالسهام (جاء في الدر النثير: قال الفارسي: فيه نظر، والأوجه أن تحمل على المراماة بالحجارة بحيث يرضخ بعضهم رأس بعض) من الرَّضْخ: الشَّدْخ. والرَّضْخ أيضا: الدّقُّ والكسر. (س) ومنه حديث الجارية المقتولة على الأوضاح <فرَضَخ رأسَ اليهودي قاتِلها بين حجَريْن>. (ه س) ومنه حديث بدر <شبَّهْتُها النَّواة تَنْزُو من تحت المَرَاضِخ> هي جَمْعُ مِرْضَخَة وهي حجر يُرْضَخ به النَّوى، وكذلك المِرْضاخ. (ه) وفي حديث صُهَيب <أنه كان يَرْتَضِخُ لُكْنة رُومِيَّةً، وكان سَلمانُ يَرْتَضِخُ لُكْنةً فارسِيَّة> أي كان هذا يّنْزِع في لفظه إلى الرُّوم، وهذا إلى الفُرْس، ولا يَستَمرُّ لسَانُهما على العَرَبِيَّة استِمْرَاراً. {رضرض} (س) في صفَة الكَوثر <طينهُ المِسْك ورَضْراضهُ التُّوم> الرَّضْراضُ: الحَصَى الصّغارُ. والتُّوم: الدُّرُّ. (ه) وفيه <أنّ رجُلا قال له: مرَرْتُ بِجَبُوب بدْرٍ فإذا برجُل أبيضَ رَضْراضٍ وإذا رَجُلٌ أسْوَدُ بيدِه مِرْزَبَة من حَديد يضْريه بها الضَّرْبة، فقال: ذاك أبو جَهْل> الرَّضْراض: الكَثيرُ اللَّحْم. {رضض}*في حديث الجارية المقتولة على الأوضاح <إنّ يهُوديا رَضَّ رأسَ جارية بين حَجَريْن> الرَّضُّ: الدَّق الجَرِيشُ. (س) ومنه الحديث <لَصُبَّ عليكم العذابُ صبًّا، ثم لَرُضَّ رَضًّا> هكذا جاء في رواية، والصحيحُ بالصَّاد المهملة. وقد تقدّم. {رضع} [ه] فيه <فإنَّما الرَّضَاعة من المَجَاعة> الرَّضَاعة بالفتح والكسر: الاسمُ من الإِرضاع، فأما من اللؤم فالفتح لا غير. يعني أن الإرْضَاع الذي يُحَرِّم النِّكاح إنما هو في الصِّغر عند جُوع الطِّفْل، فأمَّا في حال الكِبَر فلا. يُريد أنّ رِضَاع الكَبير لا يحرّم. (س) وفي حديث سُويد بن غَفلة <فإذا في عهْد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنْ لا يأخذ من راضع لَبن> أراد بالرَّاضع ذَاتَ الدَّرِّ واللَّبن. وفي الكلام مضاف محذوف تقديره: ذات رَاضع. فأما من غير حذف فالرَّاضع الصَّغِير الذي هو بَعدُ يَرْضَع. ونَهيُه عن أخْذِها لأنَّها خِيارُ المالِ، ومن زائدةٌ، كما تقول: لا تأكلْ من الحَرَام: أي لا تأكُل الحَرَام. وقيل هو أن يكون عندَ الرَّجُل الشَّاة الواحدة أوِ اللِّقْحة قد اتَّخَذها للدَّرِّ، فلا يُؤْخَذ منها شيء. (س) وفي حديث ثَقيف <أسْلَمها الرُّضَّاعَ وتركُوا المِصَاع> الرُّضَّاع جمعُ راضِع وهو اللَّئِيم، سُمِّي به لأنه للُؤْمه يرضَع إبِلَه أو غَنمه [ليلاً] (زياد من ا) لئلاّ يُسْمع صوتُ حَلبه. وقيل لأنه لا يَرْضَعُ الناسَ: أي يسألهم. وفي المَثل: لَئِيم راضِع. والمِصَاعُ: المُضَاربةُ بالسَّيف. [ه] ومنه حديث سلمة خُذْها وأنا ابنُ الأكْوَعِ ** واليومُ يومُ الرُّضَّعِ جمع راضِع كشَاهِد وشُهَّد: أي خُذ الرَّمْية مِنِّي واليومُ يومُ هَلاَك اللِّئَامِ. ومنه رَجَز يُروى لفاطمة عليها السلام: ما بِيَ من لُؤْمٍ ولا رَضاعة* والفعل منه رَضُع بالضم. ومنه حديث أبي مَيْسَرة <لو رأيتُ رجلا يَرضَعُ فسَخِرْتُ منه خَشِيتُ أن أكونَ مثله> أي يرضَع الغنم ضُروعِها، ولا يَحْلُب اللَّبن في الإناءِ للُؤْمه، أي لو عَيَّرتُه بهذا لَخَشِيتُ أن أُبْتَلَى به. (ه) وفي حديث الإمارة <قال نِعْمَتِ المُرْضِعةُ وبِئْستِ الفاطِمة> ضَرب المُرْضِعة مثلا للإمارة وما تُوَصِّله إلى صاحبها من المَنافع، وضَرَب الفاطمةَ مثلا للموت الذي يَهْدِم عليه لَذَّاته ويقطَع منافعها دونه. (س) وفي حديث قُسّ <رَضِيعُ أيْهُقان> رَضِيع: فَعِيل بمعنى مفعول، يعني أن النَّعام في هذا المكان تَرْتَع هذا النّبْت وتَمُصُّه بمنزلة اللَّبن لشِدّة نُعُومته وكثر مائة. ويروى بالصاد. وقد تقدم. {رضف}*في حديث الصلاة <كانَ في التَّشهد الأوّل كأنه على الرَّضْف> الرَّضفُ: الحجارة المُحْماة على النار، واحدتُها رَضْفة. (ه) ومنه حديث حذيفة، وذكر الفِتَن <ثم التي تَليها تَرْمي بالرَّضْف> أي هي في شِدَّتِها وحَرِّها كأنها ترمي بالرَّضْف. (ه) ومنه الحديث <أنه أُتِيَ برجُل نُعِتَ له الكَيُّ فقال: اكْوُوه أو ارْضِفوه> أي كَمِّدوه بالرضْف. وحديث أبي ذر <بَشِّرِ الكنَّازين برَضْف يُحْمى عليه في نارِ جهنم>.(ه) ومنه حديث الهجرة <فيَبيتان في رِسْلِهما ورَضيفِهما> الرَّضِيف: اللبن المَرْضُوف، وهو الذي طُرِح فيه الحجارة المُحْماة لِيذهَب وَخمُه. وحديث وابِصة <مثَلُ الذي يأكُل القُسامة كَمثل جَدْيٍ بَطْنُه مَمْلوء رضْفا>. (س) وفي حديث أبي بكر <فإذا قُرَيصٌ من مَلَّةٍ فيه أثَر الرَّضيف> يريد قُرْصا صغيرا قد خُبزَ بالملَّةِ، وهي الرَّماد الحارُّ. يقال رَضَفَه يرضِفُه. والرَّضيف: ما يُشْوَى من اللحم على الرَّضْف: أي مرضوفٌ، يريد أثَر ما عَلِقَ بالقُرْص من دَسَم اللحم المَرْضوف. (س) ومنه <أنّ هنداً بنت عُتْبة لمَّا أسلَمَت أرْسَلَت إليه بجَدْيَيْن مَرضوفَين>. (ه) وفيحديث مُعاذ القبر <ضَرَبه بِمرْضافة وسَط رأسهِ> أي بآلةٍ من الرَّضف. ويروى بالصاد. وقد تقدم. {رضم} (ه) فيه <أنه لما نَزَلت <وأنْذِرْ عشيرَتك الأقْربين> أتَى رَضَمَة جَبل فَعَلا أعلاها حَجراً> الرَّضْمة واحدةُ الرَّضم والرِضام. وهي دون الهِضاب. وقيل صُخور بعضُها على بعض. ومنه حديث أنس في المُرْتَدّ نَصْرانيا <فألقوه بين حَجَرين ورَضمُوا عليه الحجارة> . (س ه) ومنه حديث أبي الطفيل <لما أرادت قريشٌ بِناءَ البيت بالخشب وكان البِناءُ الأوّلُ رَضْما> . (ه) ومنه الحديث <حتى رَكَز الراية في رَضْمٍ من حجارة> . {رضى} *في حديث الدعاء <اللهم إني أعوذ برضاك من سَخَطك، وبمُعافاتِك من عُقوبتِك، وأعوذ بك منك، لا أُحْصي ثَناءً عليك، أنت كما على نفسك> وفي رواية بدأ بالمُعفاة ثم بالرِّضا، إنما ابْتَدأ بالمُعفاة من العقوبة؛ لأنها من صفات الأفعال كالإماتة والإحياء. والرِّضا والسَّخَطُ من صفاتِ الذات. وصفاتُ الأفعال أدنَى رُتْبة من صفات الذات، فبَدأ بالأدْنى مُتَرقِّيا إلى الأعلى. ثم لمَّا ازْداد يقِينا وارتِقاء تَرَك الصِفات وقَصر نَظره على الذات فقال: أعوذ بك منك، ثم لما ازْداد قُربا استَحْيا معه من الاسْتعاذة على بِساط القُرب، فالتَجأ إلى الثَّناء فقال: لا أُحصي ثَناءً عليك، ثم عَلِمَ أن ذلك قُصور فقال: أنت أثْنَيْت على نفسِك، وأما على الرواية الأُولى فإنما قَدّم الاستعاذة بالرضا على السَّخَط؛ لأن المعافاة من العقوبة تَحْصل بحصول الرِضا، وإنما ذَكَرها لأنّ دَلالة الأُولى عليها دَلالة تَضمين، فأراد عليها دَلالة مُطابقة، فكَنى عنها أوّلاً، ثم صرَّح بها ثانيا، ولأنّ الراضي قد يُعاقِب للمصْلحة، أو لاسْتيفاء حق الغير. (رطأ) *في حديث ربيعة <أدْرَكْتُ أبناء أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم يَدَّهِنُون بالرِطاء> وفسَّره فقال: الرِطاء التَّدَهُّون الكثير، أو قال الدُّهْن الكثير. وقيل الرِطاء هو الدّهْن بالماء، من قولهم: رَطَأتُ القوم إذا ركِبْتَهم بما لا يُحُّبون؛ لأنّ الماء يَعلوه الدّهْن. {رطب} (س) فيه <إنّ امرأة قالت: يا رسول اللّه إنَّا كَلٌّ على آبائِنا وأبنائِنا فما يَحلُّ لنا من أموالِهم؟ قال: الرَّطْب تأكُلْنه وتُهْدِينَه> أراد ما لا يَبْقَى كالفواكة والبُقول والأطْبِخة، وإنما خَصَّ الرَّطْب لأنّ خَطْبَه أيْسَر والفساد إليه أسرع، فإذا تُرِك ولم يُؤْكَل هَلَك ورُمِيَ، بخلاف اليابس إذا رُفِعَ وادُّخِرَ، فوقَعت المُسامَحة في ذلك بترك الاستِئذان، وأن يجْري على العادة المسْتَحْسَنة فيه، وهذا فيما بين الآباء والأمَّهات والأبناء، دون الأزواج والزَّوجات، فليس لأحدهما أن يفعل شيئاً إلا بإذن صاحبه. (س) وفيه <مَن أراد أنْ يَقْرأ القرآن رَطْبا> أي لَيِّناً لا شِدّة في صَوْت قارِئِه. {رطل} (ه) في حديث الحسن <لو كُشِف الغِطاء لَشُغِل مُحْسِن بإحسانه ومُسِيءٌ بإساءتِه عن تجديد ثَوْب أو تَرْطِيل شَعَر> هو تَلْيِينُه بالدهن وما أشبهه. {رطم} (س) في حديث الهجرة <فارْتَطمَت بسُراقة فَرسُه> أي ساخَت قوائمها كما تسُوخ في الوَحل. ومنه حديث علي <من اتَّجَر قبل أن يَتَفَقَّه فقد ارْتّطم في الرِّبا، ثم ارْتَطم ثم ارْتَطم> أي وَقَع فيه وارْتَبك ونَشَب. {رطن} (س) في حديث أبي هريرة <قال أتَتْ امرأة فارِسية فَرَطَنت له> الرَِّطانة بفنح الراء وكسرها، والتَّراطُن: كلام لا يَفْهمه الجمهور، وإنما هو مُواضَعة بين اثنين أو جماعة، والعرب تَخُص بها غالبا كلامَ العجم. ومنه حديث عبد اللّه بن جعفر والنَّجاشِي <قال له عَمْرو: أما ترى كيف يَرْطُنون بِحزْب اللّه> أي يَكْنُون، ولم يُصَرِّحوا بأسمائهم. وقد تكرر في الحديث. {رعب}*فيه <نُصِرتُ بالرُّعب مَسِيرةَ شهر> الرُّعب: الخَوفُ والفَزَع. كان أعداء النبي صلى اللّه عليه وسلم قد أوْقَع اللّه تعالى في قلوبهم الخوفَ منه، فإذا كان بينَه وبينهم مَسِيرة شهرٍ هابُوه وفَزِعوا منه. ومنه حديث الخندق: إن الأولى رَعَبُوا علينا* هكذا جاء في رواية بالعين المهملة، ويروى بالغين المعجمة. والمشهور: بَغَوْا؛ من البَغْي. وقد تكرر الرُّعْب في الحديث. {رعبل} (ه) فيه <أنّ أهل اليَمامة رَعْبَلُوا فُسْطاط خالد بالسَّيف> أي قَطّعُوه. وثَوْبٌ رَعابِيل: أي قِطَعٌ. ومنه قصيد كعب بن زهير: تَرْمي (الرواية في شرح ديوانه ص 188: <تفري> ) اللَّبانَ بِكَفِّيها ومِدْرَعُها * مُشَققٌ عن تَراقِيها رَعابيلُ {رعث} (ه) فيه <قالت أمّ زَيْنَب بنت نُبَيْط: كُنت أنَا وأُخْتَايَ في حِجْر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فكان يُحَلّينَا رِعَاثًا من ذّهّب ولُؤْلؤ> الرّعاث: القِرَطَة، وهي من حُلِيّ الأذُن، واحِدتها رَعْثَة ورَعَثَة، وجِنْسها الرَّعْث. (ه) وفي حديث سِحْر النبي صلى اللّه عليه وسلم <ودُفِن تحت رَاعُوثة البِئر> هكذا جَاء في رواية، والمشْهور بالفاء، وَهِيَ هِيَ وسَتُذْكر. {رعج} (س) في حديث الإفك <فارْتَعَج العسكرُ> يقال رَعَجه الأمرُ وأرْعَجه: أي أقْلقَه. ومنه رَعج البرْقُ وأرْعَج، إذا تَتَابع لَمَعَانُه. (ه) ومنه حديث قتادة في قوله تعالى: <خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِثاءَ النَّاس، هُم مُشْركوا قُرَيش يوم بَدْر خرَجوا ولَهُم ارْتِعَاجٌ> أي كثرةٌ واضْطِراب وتموُّجٌ. {رعد}*في حديث يزيد بن الأسود <فَجِيء بهما تُرْعَدُ فرائصُهما> أي تَرْجُفُ وتضْطربُ من الخوف. (س) ومنه حديث ابني مُلَيْكوة <إنَّ أُمَّنا ماتَت حين رَعَد الإسلامُ وبرَقَ> أي حين جَاء بوعِيدِه وتَهدّده. يقال رَعَد وبَرَق، وأرْعَد وأبْرق: إذا تَوَعَّد وتَهَدّد. {رعرع} (ه) في حديث وهب <لو يَمرُّ على القَصَب الرّعرَاع لم يُسْمع صَوتُه> هو الطَّويلُ، من تَرَعْرَع الصَّبي إذا نشأ وكَبِر. {رعص} (ه) في حديث أبي ذر <خَرَجَ بفَرس له فتمَعَّك ثم نَهض> أي لمَّا قام من مُتَمَعّكه انْتَفَض وارْتَعد. يقال ارْتَعصت الشجَرة: أي تَحرّكَت. ورَعّصَتْها الرّيحُ وأرْعَصَتْها. وارْتَعَصت الحيَّةُ إذا تلَوَّت (قال العجاج - وأنشده الهروي: إنِّيَ لاَ أَسعى إلى داعِيّه ** إلاّ ارتِعَاصًا كارتِعَاصِ الحيَّه (اللسان - رعص) ) . {رعع} (س) في حديث عمر <أنَّ المَوسِم يجمع رَعَاعَ النَّاس> أي غَوْغَاءَهم وسُقَّاطَهم وأخْلاطَهم، الواحدُ رَعَاعة. ومنه حديث عثمان حين تنكَّر له الناس <إنَّ هؤُلاء النَّفَر رَعَاع غَثَرة> . وحديث علي <وسائرُ النَّاس هَمَجٌ رَعَاع> . {رعف} (ه) في حديث سحر النبي صلى اللّه عليه وسلم <ودُفِن تحت رَاعُوفَة البئر> هي صخرةٌ تُتْرك في أسفل البئر إذا حُفِرَت تكون ناتئة هناك، فإذا أرادُوا تَنْقِية البئر جلس المُنَقِّي عليها. وقيل هي حَجَرٌ يكونُ على رَأْس البِئر يقوم المُسْتَقي عليه. ويُروى بالثاء المثَّلثة. وقد تقدم. (ه) وفي حديث أبي قتادة <أنه كان عُرْس فسمع جاريةً تَضْرب بالدُّف، فقال لها ارْعَفي> أي تقدَّمي (قال الهروي: ومنه قيل للفرس إذا تقدم الخيل: راعف. وأنشد: يَرْعُفُ الألْفَ بالمدجّجِ ذِي الْقَوْ ** نَسِ حتّى يُؤُوبَ كالتِّمثالِ) . يقال: منه رِعفَ بالكسر يَرعَفُ بالفتح، ومن الرُّعاف رعَف بالفتح يَرعُف بالضم. (ه) ومنه حديث جابر <يأكُلُون من تلك الدَّابة ما شاءوا حتى ارتَعَفوا> أي قَوِيَت أقْدامُهم فَركبُوها وتقدَّموا. {رعل}*في حديث ابن زِمْل <فكأَنِّي بالرَّعْلة الأولى حين أشْفَوا على المَرْج كبَّروا، ثم جاءت الرَّعْلة الثانية، ثم جاءت الرَّعلَة الثالثة> يقال للقِطْعة من الفُرْسان رَعْلة، ولجماعة الخيل رَعِيل. ومنه حديث علي <سِرَاعاً إلى أمْره رَعيلا> أي رُكَّابا على الخيل. {رعم} (ه) فيه <صَلُّوا في مُرَاح الغَنم وامْسَحوا رُعَامَها> الرُّعامُ ما يسيل من أنُوفها. وشاةٌ رَعُوم. {رعى}*في حديث الإيمان <حتى ترى رِعاءَ الشَّاء يَتَطاوَلُون في البُنْيان> الرِّعاءُ بالكسر والمَدِّ جمعُ راعِي الغَنَم، وقد يُجمعُ على رُعاة بالضم. (س) وفي حديث عمر <كأنه رَاعي غَنمٍ> أي في الجفَاءِ والبَذَاذَة. (س) وفي حديث دُرَيْد <قال يوم حُنَين لِمَالِك بن عَوف: إنما عَوف: إنما هو رَاعي ضأنٍ ما له وللحَرْب!> كأنَّه يَسْتَجْهله ويُقَصِّر به عن رُتْبة من يقُود الجُيوشَ ويسُوسُها. وفيه <نساءُ قُريش خيرُ نِساءٍ، أحْناهُ على طِفْلٍ في صِغَره، وأرْعَاه على زَوج في ذاتِ يده> هو من المُرَاعاة: الحِفْظِ والرِّفْق وتَخْفيف الكُلَف والأثْقال عنه. وذاتُ يده كِنايةٌ عمَّا يَملك من مالٍ وغيره. ومنه الحديث <كُلُّكم راعٍ وكُلُّكم مسؤُولٌ عن رعِيَّته> أي حافِظٌ مُؤْتَمَنٌ. والرَّعية كل من شَمِلَه حِفْظُ الراعي ونَظَرُه. وفيه <إلاَّ إرْعاءً عليه> أي إبْقاءً ورِفْقًا. يقال أرْعَيت عليه. والمُراعاةُ المُلاحَظَة. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفي حديث عمر <لا يُعْطى من الغَنائم شيء حتى تُقسم إلاَّ لِرَاعٍ أو دليلٍ> الرَّاعي ها هنا عينُ القوم على العدُوِّ، من الرِّعاية والحِفْظ. (س) ومنه حديث لقمانَ بن عادٍ <إذا رعَى القومُ غَفَل> يريد إذا تحافظ القوم لشَيء يَخافُونه غَفَل ولم يَرْعَهُم. وفيه <شر النَّاس رجُل يقرأ كِتابَ اللّه لا يرْعَوِي إلى شيء منه> أي لا ينكَفُّ ولا يَنْزَجِر، من رعا يَرْعُو إذا كَفَّ عن الأمور. وقد ارْعَوى عن القَبِيح يرعَوِي ارْعِواء. والاسم الرَّعْيا بالفتح والضم. وقيل الارعواء: النَّدم على الشيء والانْصِرَاف عنه وتَرْكه. (ه) ومنه حديث ابن عباس <إذا كانت عِنْدك شهادَة فسُئِلْت عنها فأخْبِر بها ولا تقُل حتى آتِيَ الأميرَ لعله يرجعُ أو يرعَوِي>. {رغب} (س) فيه <أفضَل العمَل مَنْحُ الرِّغاب،لا يعلم حُسبان أجرها إلا اللّهُ عز وجل> الرّغاب: الإبل الوايعةُ الدَّرِّ الكثيرةُ النفع، جمعُ الرَّغيب وهو الواسعُ. يقال جَوفٌ رَغيب ووَادٍ رَغيب. (س) ومنه حديث حُذيفة <ظَعَن بهم أبو بكر ظعنة رَغيبةً، ثم ظَعَن بهم عمر كذلك> أي ظعنةً واسعة كبيرةً. قال الحَربي: هو أن شاء اللّه تَسْييِر أبي بكر الناس إلى الشَّام وفتحه إيَّاها بهم، وتَسْييِر عُمرُ إياهم إلى العراق وفتحُها بهم. ومنه حديث أبي الدرداء <بئسَ العَوْنُ على الدِّين قَلْبٌ نَخِيبٌ وبطنٌ رَغيب> . (ه) وحديث الحجاج <لما أراد قتل سعيد بن جُبير رضي اللّه عنه ائتوني بسيفٍ رَغيب> أي واسع الحدَّين يأخُذ في ضَرْبته كثيرا من المضْرُوب. (ه) وفيه <كيف أنتم إذا مَرَجَ الدِّين وظَهرتِ الرَّغبة> أي قَلّت العفّة وكَثُر السُّؤَال. يقال: رغِبُ يرغب رَغبة إذا حَرَص على الشيء وطَمِع فيه. والرَّغبة السُّؤال والطَّلبُ. (ه) ومنه حديث أسماء <أتَتْني أمي راغِبةً (رواية الهروي: أتتني أمي راغبة في العهد الذي كان بين قريش وبين رسول الله صلى اللّه عليه وسلم) وهي مُشرِكة> أي طامِعَة تسألُني شيئاً. وفي حديث الدعاء <رَغبةً ورهبةً إليك> أعْمل لَفظَ الرغبة وحدَها، ولو أعملهما معا لقال: رغْبةً إليك ورَهبة منك، ولكن لمّا جَمَعَهُما في النّظم حَمَل أحدَهما على الآخر كقول الشاعر: (هو الراعي النميري وصدر البيت: إذَا ماَ الْغانِياتُ بَرَزْنَ يَوْماً * وزَجّجْن الحَواجِبَ والعُيُونا وقول الآخر: مُتَقلّداً سَيفاً ورُمْحَا* ومنه حديث عمر رضى اللّه عنه <قالوا له عند مَوْته: جَزاك اللّهُ خيراً فعَلْتَ وفعلت، فقال: رَاغِبٌ وراهب> يعني أنّ قَولَكم لي هذا القولَ إما قولُ راغبٍ فيما عندي، أو راهبٍ منّي. وقيل أراد: إننَّي راغبٌ فيما عند اللّه وراهبٌ من عذابه، فلا تَعْويلَ عندي على ما قُلتم من الوصف والإطراءِ. (ه) ومنه الحديث <أنّ ابنَ عُمر كان يزيدُ في تَلْبيِتهِ: والرُّغْبَي إليك والعمل> وفي رواية <والرَّغْباءُ إليك> بالمدِّ، وهما من الرَّغْبة، كانُّعْمى والنَّعْماء من النِّعْمة. (ه) وفي حديث أيضا <لا تدَعْ ركْعتي الفجر فإنّ فيهما الرغائبَ> أي ما يُرْغَب فيه من الثَّواب العظيم. وبه سُمَّيت صلاة الرَّغائب، واحدتُها رَغِيبة. وفيه <إني لأرغب بك عن الأذان> يقال رَغِبْت بفلان عن هذا الأمرِ إذا كَرِهْتَه له وزَهِدْت له فيه. (ه) وفيه <الرُّغْب شُؤْم> أي الشَّرَه والحِرص على الدنيا. وقيل سَعَة الأملَ وَطَلب الكثير. ومنه حديث مازن: وكنتُ امْرَأً بالرُّغْب والخَمْرِ مُولَعاً أي بسَعة البطن وكثرةِ الأكل. ويروى بالزاي يعني الجماع. وفيه نظرٌ. {رغث} (ه) في حديث أبي هريرة <ذهب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأتنم تَرْغثونها> يعني الدنيا. أي ترضعونها، من رغثَ الجَدْي إذا رَضَعها. ومنه حديث الصدقة <أن لا يُؤخَذ فيها الرُّبى والماخِض والرَّغُوث> أي التي ترضع. {رغس} (ه) فيه <إن رجلا رَغَسَه اللّهُ مالاً ووَلداً> أي أكثر منهما وبارَك له فيهما. والرَّغْس: والسَّعَة في النّعْمة، والبَرَكة والنمَّاء. {رغل}*في حديث ابن عباس <أنه يَكْره ذَبِحة الأرْغَل> أي الأقلَف. وهو مقْلوب الأغْرَل، كجَبَذَ وجَذَبَ. (ه) وفي حديث مِسْعر <أنه قرأ على عاصِم فلحَنَ فقال أرَغَلْتَ؟ > أي صِرْتَ صبِيًّا ترضَعُ بعد ما مَهَرْتَ القراءة. يقال رغَل الصبيَّ يَرغَل إذا أخذ ثَدي أمه فرَضعه بسُرعة. ويجوز بالزاي لغة فيه. {رغم}*فيه <أنه عليه السلام قال: رَغِمَ أنفهُ، رَغِمَ أنفُه، رغم أنفُه، قيل مَن يا رسول اللّه؟ قال: من أدْرَك أبويه أو أحدهما حَيًّا ولم يدخل الجنة> يقال رَغِم يَرْغَم، ورَغَمَ يَرْغَمَ رَغْما ورِغْما ورُغْما، وأرْغَم اللّه أنفه: أي ألصَقه بالرَّغام وهو التراب. هذا هو الأصلُ، ثم استُعْمل في الذُّل والعَحْز عن الانْتصاف، والانْقياد على كُرْه. ومنه الحديث <إذا صلّى أحدُكم فليُلزِم جَبْهته وأنفْه الأرض حتى يخرج منه الرَّغمُ> أي يَظهر ذُله وخُضوعه. (ه) ومنه الحديث <وإن رَغِم أنْف أبي الدَّرْداء> (في الدر النثير: وإن رغم أنف أبي ذر) أي وإنْ ذَلَّ: وقيل وإن كَرِه. (ه) ومنه حديث مَعْقِل بن يَسار <رَغِم أنفي لأمر اللّه> أي ذَلَّ وانقاد ومنه حديث سَجَدتي السهو <كانتا تَرغِيماً للشيطان> . (ه) وحديث عائشة في الخضاب <وأرْغمِيه> أي أهينيه وارْمي به في التراب.(ه) وفيه <بُعِثْتُ مَرْغمةً> المَرْغَمة: الرُّغم، أي بُعِثْت هَواناً للمشركين وذُلّاً. (ه) وفي حديث أسماء <إن أُمِّي قَدمَت عليّ راغِمةً (في الدر النثير: وإن رغم أنف أبي ذر) مُشْركة أفَاصلُها؟ قال: نعم> لمّا كان العاجز الذَّليلُ لا يخَلْو من غَضَب قالوا: تَرَغَّم إذا غَضِب، وراغَمَه إذا غاضَبه، تريد أنها قَدِمت عليّ غَضْبَى لإسْلامي وهجْرتي مُتَسخِّطة لأمْرِي، أو كارِهة مَجيئها إليَّ لولَا مِسيسُ الحاجة، وقيل هارِبة من قومِها، من قوله تعالى <يَجِدْ في الأرض مُراغَما كثيراً وسَعة> أي مَهْرَبا ومُتَّسَعا. (ه) ومنه الحديث <إن السِّقْط ليُراغِم ربَّه إن أدخل أبويه النار> أي يُغاضِبه. (س) وفي حديث الشاة المَسْوُمِة <فلمَّا أرْغَم رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم أرغم بشْرُ بن البَراء مَا في فِيه> أي ألْقَى اللُّقْمة مِن فيه في التراب. (س) وفي حديث أبي هريرة <صَلِّ في مُرَاح الغنم وامْسح الرّغام عنها> كذا رواه بعضهم بالغَين المُعْجَمة، وقال: إنه ما يَسِيل من الأنْفِ. والمشهورُ فيه والمَرْوي بالعين المُهْملة. ويجوزُ أن يكونَ أرادَ مسْح التُّراب عنها رِعَاية لها وإصلاحاً لشأنها. {رغن} (ه) في حيث ابن جبير <في قوله تعالى: أخْلَد إلى الأرض: أي رَغَن> يقال رَغَن إليه وأرْغن إذا مالَ إليه وركَن. قال الخطَّابي: الذي جاء في الرواية بالعَين المهملة وهو غَلط. {رغا}*فيه <لا يأتي أحدُكم يَوْم القيامة ببَعير له رُغَاء> الرُّغَاء: صوتُ الإبل. وقد تكرر في الحديث. يقال رغا يرْغُو رُغَاء، وأرغْيته أنا. (س) ومنه حديث الإفك <وقد أرْغَى الناسُ للرَّحِيل> أي حَملوا رَوَاحلَهم على الرُّغاء. وهذا دَأْب الإبل عند رَفْع الأحْمَال عليها. (س) ومنه حديث أبي رجاء <لا يكونُ الرجل مُتَّقيا حتى يكون أذَلَّ من قَعُود، كلُّ من أتى عليه أرْغَاه> أي قَهَره وأذلَّه، لأن البعير لَا يرغو إلَّا عن ذُلّ وإسْتِكَانة، وإنما خصّ القَعُود لأن الفَتِيَّ من الإبل يكون كَثيرَ الرُّغَاء. وفي حديث أبي بكر رضي اللّه عنه <فسمع الرَّغْوة خَلْفَ ظَهْره فقال: هذه رَغْوة ناقةِ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الجَدْعاء> الرَّغْوة بالفتح: المرَّة من الرُّغاء، وبالضم الاسم كالغَرْفة والغُرْفة. وفي حديث <تَرَاغَوْا عليه فَقَتَلوه> أي تصايَحُوا وتَدَاعَوا على قَتْله. (س) وفي حديث المغيرة <مَلِيلَة الإرْغاء> أي مَملُولَة الصَّوت، يَصِفُها بكَثرة الكلام ورفْع الصَّوت، حتى تُضْجِر السامعين. شبَّه صوتَها بالرُّغاء، أو أراد إزْبَاد شِدْقَيها لكثرة كلامِها، من الرَّغْوة: الزَبَد.
|